منتدى الدين والحياة
اهلـــــــا وسهلـــــــــــــــــــا بكم صديقــــــــــــاتي المسلمات تفضلوا الى عالمكم المميز
تشرفنا وجودكم بمنتدانا ونتمكنى التسجيل به وان شاء الله يعجبكم
منتدى الدين والحياة
اهلـــــــا وسهلـــــــــــــــــــا بكم صديقــــــــــــاتي المسلمات تفضلوا الى عالمكم المميز
تشرفنا وجودكم بمنتدانا ونتمكنى التسجيل به وان شاء الله يعجبكم
منتدى الدين والحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدين والحياة

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» ترجمة معتمده لجميع اللغات واسعار خاصه للطلبه والكليات
تفسير سوره يس Icon_minitimeالسبت يونيو 28, 2014 8:26 am من طرف ديما مهدى8

» دبلومه السكرتاريه الالكترونيه للمدربه دينا الجيار بشهادتين معتمدين
تفسير سوره يس Icon_minitimeالسبت يونيو 28, 2014 8:22 am من طرف ديما مهدى8

» دبلومه التسويق الالكترونى للمدربه دينا الجيار بشهادتين معتمدين
تفسير سوره يس Icon_minitimeالسبت يونيو 28, 2014 8:19 am من طرف ديما مهدى8

» دوره اعداد المدربين للمدربه دينا الجيار بشهادتين معتمدين
تفسير سوره يس Icon_minitimeالسبت يونيو 28, 2014 8:17 am من طرف ديما مهدى8

» سؤال صعب كتير؟؟؟؟؟؟؟
تفسير سوره يس Icon_minitimeالسبت أبريل 12, 2014 6:46 pm من طرف زائر

» مهام الاعضاء
تفسير سوره يس Icon_minitimeالخميس يناير 23, 2014 6:11 pm من طرف اميلى

» ابيض و اسود
تفسير سوره يس Icon_minitimeالأربعاء يناير 22, 2014 1:47 pm من طرف اميلى

» حياتنا الدراسية
تفسير سوره يس Icon_minitimeالأربعاء يناير 22, 2014 1:36 pm من طرف اميلى

» الفائزه بماسبقه اجمل انمى بنات محجبات
تفسير سوره يس Icon_minitimeالثلاثاء يناير 21, 2014 2:22 pm من طرف اميلى

» تم افتتاح المجموعات
تفسير سوره يس Icon_minitimeالجمعة يناير 17, 2014 9:59 pm من طرف اميلى

» مرحبا بكن في مطعم hello kitty
تفسير سوره يس Icon_minitimeالجمعة يناير 17, 2014 12:17 am من طرف اميلى

» يومى احلى بس مع polley
تفسير سوره يس Icon_minitimeالجمعة يناير 17, 2014 12:04 am من طرف اميلى

» العضوه المثالية
تفسير سوره يس Icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2014 12:28 pm من طرف اميلى

»  حملة تنشيط المنتدى
تفسير سوره يس Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 18, 2013 11:47 pm من طرف اسريوا

» الدرس الثانى توقير الكبير
تفسير سوره يس Icon_minitimeالإثنين يوليو 29, 2013 4:26 pm من طرف حورية الجنة


 

 تفسير سوره يس

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الأميرة سالى
مسلمة مديرة
مسلمة مديرة
الأميرة سالى


لوني المفضل : تفسير سوره يس Icon1211
هوايتي : تفسير سوره يس Writin10
المزاج : تفسير سوره يس A7obkm10
الأميرة : تفسير سوره يس 10010
الدولة : تفسير سوره يس 3dflag10
انثى عدد المساهمات : 1265
نقاط : 2038
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 15/06/2012
العمر : 23
الموقع : الدين والحياة

تفسير سوره يس Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سوره يس   تفسير سوره يس Icon_minitimeالأربعاء يوليو 11, 2012 12:00 am

تفسيرسورة

يس

عدد آياتها
83

(



آية


1-30

)

وهي مكية






{ 1 - 12 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يس * وَالْقُرْآنِ
الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
* تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ
آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ * لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى
أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا جَعَلْنَا فِي
أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ
* وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا
فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ * وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ
أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّمَا
تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ
فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ * إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي
الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ
أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }




هذا قسم من اللّه تعالى بالقرآن الحكيم، الذي وصفه الحكمة، وهي وضع كل
شيء موضعه، وضع الأمر والنهي في الموضع اللائق بهما، ووضع الجزاء بالخير
والشر في محلهما اللائق بهما، فأحكامه الشرعية والجزائية كلها مشتملة على
غاية الحكمة.




ومن حكمة هذا القرآن، أنه يجمع بين ذكر الحكم وحكمته، فينبه العقول على
المناسبات والأوصاف المقتضية لترتيب الحكم عليها.




{ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ }

هذا المقسم عليه، وهو رسالة محمد صلى اللّه عليه وسلم، وإنك من جملة
المرسلين، فلست ببدع من الرسل، وأيضا فجئت بما جاء به الرسل من الأصول
الدينية، وأيضا فمن تأمل أحوال المرسلين وأوصافهم، وعرف الفرق بينهم
وبين غيرهم، عرف أنك من خيار المرسلين، بما فيك من الصفات الكاملة،
والأخلاق الفاضلة.




ولا يخفى ما بين المقسم به، وهو القرآن الحكيم، وبين المقسم عليه، [وهو]
رسالة الرسول محمد صلى اللّه عليه وسلم، من الاتصال، وأنه لو لم يكن
لرسالته دليل ولا شاهد إلا هذا القرآن الحكيم، لكفى به دليلا وشاهدا على
رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، بل القرآن العظيم أقوى الأدلة المتصلة
المستمرة على رسالة الرسول، فأدلة القرآن كلها أدلة لرسالة محمد صلى
اللّه عليه وسلم.




ثم أخبر بأعظم أوصاف الرسول صلى اللّه عليه وسلم، الدالة على رسالته، وهو
أنه


{ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }

معتدل، موصل إلى اللّه وإلى دار كرامته، وذلك الصراط المستقيم، مشتمل على
أعمال، وهي الأعمال الصالحة، المصلحة للقلب والبدن، والدنيا والآخرة،
والأخلاق الفاضلة، المزكية للنفس، المطهرة للقلب، المنمية للأجر، فهذا
الصراط المستقيم، الذي هو وصف الرسول صلى اللّه عليه وسلم، ووصف دينه
الذي جاء به، فتأمل جلالة هذا القرآن الكريم، كيف جمع بين القسم بأشرف
الأقسام، على أجل مقسم عليه، وخبر اللّه وحده كاف، ولكنه تعالى أقام من
الأدلة الواضحة والبراهين الساطعة في هذا الموضع على صحة ما أقسم عليه،
من رسالة رسوله ما نبهنا عليه، وأشرنا إشارة لطيفة لسلوك طريقه، وهذا
الصراط المستقيم


{ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ }

فهو الذي أنزل به كتابه، وأنزله طريقا لعباده، موصلا لهم إليه، فحماه
بعزته عن التغيير والتبديل، ورحم به عباده رحمة اتصلت بهم، حتى أوصلتهم
إلى دار رحمته، ولهذا ختم الآية بهذين الاسمين الكريمين: العزيز. الرحيم.




فلما أقسم تعالى على رسالته وأقام الأدلة عليها، ذكر شدة الحاجة إليها
واقتضاء الضرورة لها فقال:


{ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ }

وهم العرب الأميون، الذين لم يزالوا خالين من الكتب، عادمين الرسل، قد
عمتهم الجهالة، وغمرتهم الضلالة، وأضحكوا عليهم وعلى سفههم عقول
العالمين، فأرسل اللّه إليهم رسولا من أنفسهم، يزكيهم ويعلمهم الكتاب
والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، فينذر العرب الأميين، ومن لحق
بهم من كل أمي، ويذكر أهل الكتب بما عندهم من الكتب، فنعمة اللّه به على
العرب خصوصا، وعلى غيرهم عموما. ولكن هؤلاء الذين بعثت فيهم لإنذارهم
بعدما أنذرتهم، انقسموا قسمين: قسم رد لما جئت به، ولم يقبل النذارة، وهم
الذين قال اللّه فيهم


{ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }

أي: نفذ فيهم القضاء والمشيئة، أنهم لا يزالون في كفرهم وشركهم، وإنما حق
عليهم القول بعد أن عرض عليهم الحق فرفضوه، فحينئذ عوقبوا بالطبع على
قلوبهم.




وذكر الموانع من وصول الإيمان لقلوبهم، فقال:


{ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا }

وهي جمع "غل" و "الغل" ما يغل به العنق، فهو للعنق بمنزلة القيد للرجل،
وهذه الأغلال التي في الأعناق عظيمة قد وصلت إلى أذقانهم ورفعت رءوسهم
إلى فوق،


{ فَهُمْ مُقْمَحُونَ }

أي: رافعو رءوسهم من شدة الغل الذي في أعناقهم، فلا يستطيعون أن يخفضوها.




{ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا
}

أي: حاجزا يحجزهم عن الإيمان،


{ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ }

قد غمرهم الجهل والشقاء من جميع جوانبهم، فلم تفد فيهم النذارة.


{ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا
يُؤْمِنُونَ }

وكيف يؤمن من طبع على قلبه، ورأى الحق باطلا والباطل حقا؟!




والقسم الثاني: الذين قبلوا النذارة، وقد ذكرهم بقوله:


{ إِنَّمَا تُنْذِرُ }

أي: إنما تنفع نذارتك، ويتعظ بنصحك


{ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ }

[أي:] من قصده اتباع الحق وما ذكر به،


{ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ }

أي: من اتصف بهذين الأمرين، القصد الحسن في طلب الحق، وخشية اللّه تعالى،
فهم الذين ينتفعون برسالتك، ويزكون بتعليمك، وهذا الذي وفق لهذين الأمرين


{ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ }

لذنوبه،


{ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ }

لأعماله الصالحة، ونيته الحسنة.




{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى }

أي: نبعثهم بعد موتهم لنجازيهم على الأعمال،


{ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا }

من الخير والشر، وهو أعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم،


{ وَآثَارَهُمْ }

وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال
حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم
وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه،
أو أمره بالمعروف، أو نهيه عن المنكر، أو علم أودعه عند المتعلمين، أو في
كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته، أو عمل خيرا، من صلاة أو زكاة أو صدقة
أو إحسان، فاقتدى به غيره، أو عمل مسجدا، أو محلا من المحال التي يرتفق
بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له، وكذلك عمل الشر.




ولهذا:


{ من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة
سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة }

وهذا الموضع، يبين لك علو مرتبة الدعوة إلى اللّه والهداية إلى سبيله بكل
وسيلة وطريق موصل إلى ذلك، ونزول درجة الداعي إلى الشر الإمام فيه، وأنه
أسفل الخليقة، وأشدهم جرما، وأعظمهم إثما.




{ وَكُلَّ شَيْءٍ }

من الأعمال والنيات وغيرها


{ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }

أي: كتاب هو أم الكتب وإليه مرجع الكتب، التي تكون بأيدي الملائكة، وهو
اللوح المحفوظ.




{ 13 - 30 } { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ
جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ }

إلى آخر القصة.








أي: واضرب لهؤلاء المكذبين برسالتك، الرادين لدعوتك، مثلا يعتبرون به،
ويكون لهم موعظة إن وفقوا للخير، وذلك المثل: أصحاب القرية، وما جرى منهم
من التكذيب لرسل اللّه، وما جرى عليهم من عقوبته ونكاله.




وتعيين تلك القرية، لو كان فيه فائدة، لعينها اللّه، فالتعرض لذلك وما
أشبهه من باب التكلف والتكلم بلا علم، ولهذا إذا تكلم أحد في مثل هذا تجد
عنده من الخبط والخلط والاختلاف الذي لا يستقر له قرار، ما تعرف به أن
طريق العلم الصحيح، الوقوف مع الحقائق، وترك التعرض لما لا فائدة فيه،
وبذلك تزكو النفس، ويزيد العلم، من حيث يظن الجاهل أن زيادته بذكر
الأقوال التي لا دليل عليها، ولا حجة عليها ولا يحصل منها من الفائدة إلا
تشويش الذهن واعتياد الأمور المشكوك فيها.




والشاهد أن هذه القرية جعلها اللّه مثلا للمخاطبين.


{ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ }

من اللّه تعالى يأمرونهم بعبادة اللّه وحده، وإخلاص الدين له، وينهونهم
عن الشرك والمعاصي.




{ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا
بِثَالِثٍ }

أي: قويناهما بثالث، فصاروا ثلاثة رسل، اعتناء من اللّه بهم، وإقامة
للحجة بتوالي الرسل إليهم،


{ فَقَالُوا }

لهم:


{ إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ }

فأجابوهم بالجواب الذي ما زال مشهورا عند من رد دعوة الرسل: فـ


{ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا }

أي: فما الذي فضلكم علينا وخصكم من دوننا؟ قالت الرسل لأممهم:


{ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى
مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ }





{ وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ }

أي: أنكروا عموم الرسالة، ثم أنكروا أيضا المخاطبين لهم، فقالوا:


{ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ }





فقالت هؤلاء الرسل الثلاثة:


{ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ }

فلو كنا كاذبين، لأظهر اللّه خزينا، ولبادرنا بالعقوبة.




{ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }

أي: البلاغ المبين الذي يحصل به توضيح الأمور المطلوب بيانها، وما عدا
هذا من آيات الاقتراح، ومن سرعة العذاب، فليس إلينا، وإنما وظيفتنا -التي
هي البلاغ المبين- قمنا بها، وبيناها لكم، فإن اهتديتم، فهو حظكم
وتوفيقكم، وإن ضللتم، فليس لنا من الأمر شيء.




فقال أصحاب القرية لرسلهم:


{ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ }

أي: لم نر على قدومكم علينا واتصالكم بنا إلا الشر، وهذا من أعجب
العجائب، أن يجعل من قدم عليهم بأجل نعمة ينعم اللّه بها على العباد،
وأجل كرامة يكرمهم بها، وضرورتهم إليها فوق كل ضرورة، قد قدم بحالة شر،
زادت على الشر الذي هم عليه، واستشأموا بها، ولكن الخذلان وعدم التوفيق،
يصنع بصاحبه أعظم مما يصنع به عدوه.




ثم توعدوهم فقالوا:


{ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ }

أي: نقتلنكم رجما بالحجارة أشنع القتلات


{ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }





فقالت لهم رسلهم:


{ طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ }

وهو ما معهم من الشرك والشر، المقتضي لوقوع المكروه والنقمة، وارتفاع
المحبوب والنعمة.


{ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ }

أي: بسبب أنا ذكرناكم ما فيه صلاحكم وحظكم، قلتم لنا ما قلتم.




{ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ }

متجاوزون للحد، متجرهمون في قولكم، فلم يزدهم [دعاؤهم] إلا نفورا
واستكبارا.




{ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى }

حرصا على نصح قومه حين سمع ما دعت إليه الرسل وآمن به، وعلم ما رد به
قومه عليهم فقال [لهم]:


{ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ }

فأمرهم باتباعهم ونصحهم على ذلك، وشهد لهم بالرسالة، ثم ذكر تأييدا لما
شهد به ودعا إليه، فقال:


{ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا }

أي: اتبعوا من نصحكم نصحا يعود إليكم بالخير، وليس [يريد منكم أموالكم
ولا أجرا على نصحه لكم وإرشاده إياكم، فهذا موجب لاتباع من هذا وصفه.




بقي] أن يقال: فلعله يدعو ولا يأخذ أجرة، ولكنه ليس على الحق، فدفع هذا
الاحتراز بقوله:


{ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }

لأنهم لا يدعون إلا لما يشهد العقل الصحيح بحسنه، ولا ينهون إلا بما يشهد
العقل الصحيح بقبحه.




فكأن قومه لم يقبلوا نصحه، بل عادوا لائمين له على اتباع الرسل، وإخلاص
الدين للّه وحده، فقال:


{ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

أي: وما المانع لي من عبادة من هو المستحق للعبادة، لأنه الذي فطرني،
وخلقني، ورزقني، وإليه مآل جميع الخلق، فيجازيهم بأعمالهم، فالذي بيده
الخلق والرزق، والحكم بين العباد، في الدنيا والآخرة، هو الذي يستحق أن
يعبد، ويثنى عليه ويمجد، دون من لا يملك نفعا ولا ضرا، ولا عطاء ولا
منعا، ولا حياة ولا موتا ولا نشورا، ولهذا قال:


{ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ
لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ }

لأنه لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه، فلا تغني شفاعتهم عني شيئا، وَلَا
هُمْ يُنْقذون من الضر الذي أراده اللّه بي.




{ إِنِّي إِذًا }

أي: إن عبدت آلهة هذا وصفها


{ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }

فجمع في هذا الكلام، بين نصحهم، والشهادة للرسل بالرسالة، والاهتداء
والإخبار بِتعيُّن عبادة اللّه وحده، وذكر الأدلة عليها، وأن عبادة غيره
باطلة، وذكر البراهين عليها، والإخبار بضلال من عبدها، والإعلان بإيمانه
جهرا، مع خوفه الشديد من قتلهم، فقال:


{ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ }

فقتله قومه، لما سمعوا منه وراجعهم بما راجعهم به.




فـ


{ قِيلَ }

له في الحال:


{ ادْخُلِ الْجَنَّةَ }

فقال مخبرا بما وصل إليه من الكرامة على توحيده وإخلاصه، وناصحا لقومه
بعد وفاته، كما نصح لهم في حياته:


{ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي }

أي: بأي: شيء غفر لي، فأزال عني أنواع العقوبات،


{ وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ }

بأنواع المثوبات والمسرات، أي: لو وصل علم ذلك إلى قلوبهم، لم يقيموا على
شركهم.




قال اللّه في عقوبة قومه: [


{ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ] مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ
السَّمَاءِ }

أي: ما احتجنا أن نتكلف في عقوبتهم، فننزل جندا من السماء لإتلافهم،


{ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ }

لعدم الحاجة إلى ذلك، وعظمة اقتدار اللّه تعالى، وشدة ضعف بني آدم، وأنهم
أدنى شيء يصيبهم من عذاب اللّه يكفيهم


{ إِنْ كَانَتْ }

أي: كانت عقوبتهم


{ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً }

أي: صوتا واحدا، تكلم به بعض ملائكة اللّه،


{ فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ }

قد تقطعت قلوبهم في أجوافهم، وانزعجوا لتلك الصيحة، فأصبحوا خامدين، لا
صوت ولا حركة، ولا حياة بعد ذلك العتو والاستكبار، ومقابلة أشرف الخلق
بذلك الكلام القبيح، وتجبرهم عليهم.




قال اللّه متوجعا للعباد:


{ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا
كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }

أي: ما أعظم شقاءهم، وأطول عناءهم، وأشد جهلهم، حيث كانوا بهذه الصفة
القبيحة، التي هي سبب لكل شقاء وعذاب ونكال"

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العيون السوداء الساحرة
صحفيه جزائريه
صحفيه جزائريه
العيون السوداء الساحرة


لوني المفضل : تفسير سوره يس Icon1212
هوايتي : تفسير سوره يس Writin10
المزاج : تفسير سوره يس A7obkm10
الأميرة : تفسير سوره يس 4410
الدولة : تفسير سوره يس 3dflag11
انثى عدد المساهمات : 424
نقاط : 521
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 13/06/2012

تفسير سوره يس Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سوره يس   تفسير سوره يس Icon_minitimeالأربعاء يوليو 18, 2012 3:53 pm

اهلا
موضوع رائع
مشكورة حبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأميرة سالى
مسلمة مديرة
مسلمة مديرة
الأميرة سالى


لوني المفضل : تفسير سوره يس Icon1211
هوايتي : تفسير سوره يس Writin10
المزاج : تفسير سوره يس A7obkm10
الأميرة : تفسير سوره يس 10010
الدولة : تفسير سوره يس 3dflag10
انثى عدد المساهمات : 1265
نقاط : 2038
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 15/06/2012
العمر : 23
الموقع : الدين والحياة

تفسير سوره يس Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سوره يس   تفسير سوره يس Icon_minitimeالسبت أغسطس 11, 2012 9:28 pm

عفوا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت المغرب
مسلمه مشاركة
مسلمه مشاركة
بنت المغرب


لوني المفضل : تفسير سوره يس Icon1215
هوايتي : تفسير سوره يس Swimmi10
المزاج : تفسير سوره يس Montda10
الأميرة : تفسير سوره يس 4410
الدولة : تفسير سوره يس 3dflag21
انثى عدد المساهمات : 149
نقاط : 213
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 29/06/2012
العمر : 22
الموقع : منتدى أحلام البنات

تفسير سوره يس Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سوره يس   تفسير سوره يس Icon_minitimeالسبت أغسطس 11, 2012 9:54 pm

تفسير سوره يس 1100643094 تفسير سوره يس 440207795
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأميرة سالى
مسلمة مديرة
مسلمة مديرة
الأميرة سالى


لوني المفضل : تفسير سوره يس Icon1211
هوايتي : تفسير سوره يس Writin10
المزاج : تفسير سوره يس A7obkm10
الأميرة : تفسير سوره يس 10010
الدولة : تفسير سوره يس 3dflag10
انثى عدد المساهمات : 1265
نقاط : 2038
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 15/06/2012
العمر : 23
الموقع : الدين والحياة

تفسير سوره يس Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سوره يس   تفسير سوره يس Icon_minitimeالسبت أغسطس 11, 2012 9:56 pm

امين يا رب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كوِكتُيّلَ آلَآنٌمِيّ
مسلمة مديرة
مسلمة مديرة
كوِكتُيّلَ آلَآنٌمِيّ


لوني المفضل : تفسير سوره يس Icon1210
هوايتي : تفسير سوره يس Travel10
المزاج : تفسير سوره يس Aktb1010
الأميرة : تفسير سوره يس 6610
الدولة : تفسير سوره يس 3dflag11
انثى عدد المساهمات : 429
نقاط : 457
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 27/06/2012

تفسير سوره يس Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سوره يس   تفسير سوره يس Icon_minitimeالسبت أغسطس 11, 2012 11:37 pm

امين يارب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سوره يس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سوره طه
» تفسير سوره الملك
» تفسير سوره التحريم
» تفسير سوره مريم
» تفسير سوره الحجرات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدين والحياة :: الاسلام :: كتاب الله :: القران الكريم وتفسيره وعلومه-
انتقل الى: