اهمية المدرسة
في نمو الطفل-يجب إتاحة الفرصة في المدرسة للمهارات
الاجتماعية، وممارسة الأدوار الاجتماعية المختلفة ومنها
أدوار القيادة والتبعية، وممارسة الأسلوب الديمقراطي عن
طريق عمليات الأخذ والعطاء مع الآخرين، والتدريب على
ممارسة المسؤولية بما يمثل مقوماً مهماً من مقومات النضج
الاجتماعي.
المنزل هو الأساس في بناء شخصية الطفل إلا أن الطفل
بدخوله المدرسة تكون صورته عن ذاته غير محددة وفي
موضع اختبار ومن ثم يمكن أن تتغير أو تتعدل بدرجة كبيرة
عن طريق الخبرات المنظمة والهادفة التي تعدها المدرسة
كمؤسسة تربوية.
والمعروف أن المدرس خاصة في السنوات الأولى من حياة
الطفل المدرسية يصبح بالنسبة للطفل أباً بديلاً وشخصية
هامة مؤثرة والمدرس الذي يتجاوز اهتمامه حدود المادة
الدراسية إلى النمو المتكامل للأطفال في ظل رعايته
وتوجيهه يهيئ جواً نفسياً يسود فيه الأمان والتقبل وتحقيق
الذات ويساعد على تهيئة الظروف الفعلية لممارسة المبادئ
العملية للنمو السوي والصحة النفسية لذلك لا بدّ من الاهتمام
بالأجواء المدرسية التي تساعد على توجيه النمو لدى الطفل.
يساعد الجو المدرسي الذي يتسم بالتقبل والأمان والحرية
على تهيئة المواقف والظروف التي تساعد على النمو الأفضل
للطفل، ففيه يقوم المدرس بتقبل الطفل كما هو وهذا يقوم على
معرفة فهم إمكانياته وبالتالي تكييف العملية التعليمية وفقاً
لذلك، وفي نفس الوقت يساعده على النمو، لأن احدى وظائفه
كمدرس هي المساعدة على إنماء إمكانات الطفل بحدود
الحرية المعقولة له فلا يعطي الحرية الزائدة والتساهل الزائد
اللذين يؤديا إلى إثارة الفوضى في سلوك الاطفال لذلك فإن
الطفل يحتاج إلى مزيج من الحرية والضبط وتتحدد حريته
داخل الصف بحرية الآخرين لذا عليه أن يتعلم احترام حقوق
زملائه.
ويجب إتاحة الفرصة في المدرسة للمهارات الاجتماعية،
وممارسة الأدوار الاجتماعية المختلفة ومنها أدوار القيادة
والتبعية، وممارسة الأسلوب الديمقراطي عن طريق عمليات
الأخذ والعطاء مع الآخرين، والتدريب على ممارسة
المسؤولية بما يمثل مقوماً مهماً من مقومات النضج
الاجتماعي.
إن الجو المدرسي الذي يقوم على الوحدة والتضامن
الاجتماعي ووضوح الرؤية والعلاقات الاجتماعية البناءة
داخل الجماعات المدرسية يتيح الفرصة لتشرب الاتجاهات
النفسية السليمة نحو الذات ونحو الآخرين.
ويميل الجو المدرسي الذي يسيطر عليه قيادة تتسم بالتزمت
الصارم إلى إنتاج أنماط من السلوك والاتجاهات بين الأفراد
تتميز بالعدوانية وإلى حدوث ظاهرة كبش الفداء وترك
الجماعة، بينما تميل القيادة الديمقراطية إلى إنتاج أنماط
سلوكية واتجاهات تتسم بالتعاون، وعدم النقد الهدام والبقاء
في الجماعة.
ويلاحظ أن الاطفال يميلون إلى الأنشطة التي يرون فيها
فرصاً طيبة لإشباع حاجاتهم ويشعرون بالتوحد معها، بينما
يبتعدون عن الأنشطة التي يرون فيها فرصة ضعيفة لإشباع
حاجاتهم ولا يشعرون بالتوحد معها، والاطفال يميلون إلى
الشعور بالارتياح والأمان حينما يدركون أنهم ذوو قيمة كما
يشعرون بعدم الارتياح وبعدم الأمان حينما يدركون أن
قيمتهم ضئيلة.
إن فالصف المدرسي يمثل الوحدة الأساسية للمجتمع
المدرسي وما يميزه أنه قادر على إيجاد مقومات النمو السليم
للأطفال ومنها :
1- مقدار التقبل أو الرفض داخل الجماعة، ومدى العاطفة
الايجابية والسلبية في الصف المدرسي، أو درجة الجو الذي
يتسم بالصداقة، في مقابل الجو الذي يتسم بعدم الصداقة.
2- مقدار العمل التعاوني أو العدواني داخل الجماعة، ويشير
إلى مدى الحركة الايجابية أو السلبية مع الآخرين أو ضدهم،
أو إلى درجة تقديم المعونة في مقابل القوة أو التهديد أو
الإكراه، والأذى.
3- مقدار الاندماج في عمليات الصف المدرسي أو
الانسحاب منها ويشير ذلك إلى مدى الحركة الايجابية أو
السلبية نحو الآخرين، أو بعيداً عنها، ودرجة المشاركة في
مقابل الانعزال والهروب، ويعيش المدرسون ذلك حينما
يبحثون عن عدد الأطفال الذين يبدون أنهم جزء من خبرة
الفصل المدرسي أو يشعرون بذلك، وهنا يكون الافتراض بأن
وجود اندماج الطالب يعد أكثر صحية من وجود الانسحاب.
4- مقدار الشعور بالارتياح أو القلق في الصف، ويشير ذلك
إلى درجة المشاعر والأنماط السلوكية الهادئة في مقابل
المشاعر والأنماط السلوكية العصبية،واحدى طرق تقويم
المدرسين لذلك عن طريق تقديم فرص للاطفال للتعبير عن
السعادة أو الشقاء بالنسبة للأعمال الصيفية، أو الأطفال
الآخرين، والمدرس والموقف العام في الصف وهنا يكون
الافتراض بأن غلبة مشاعر الارتياح تعد أكثر صحية من
غلبة مشاعر القلق.
مما تقدم نلاحظ أن الممارسات المدرسية مهمة في حياة
الطفل حيث يكتسب منها المهارات التربوية الصحيحة،إضافة
إلى ما يأخذه من حياته الأسرية وبالتالي ينشأ فرداً صحيحاً
قادراً على ممارسة دوره الاجتماعي الايجابي نحو أبناء جيله
وأصدقائه في المدرسة ليكون فرداً سوياً قادراً على مواكبة
مسيرة الحياة والانتقال إلى حياة جميلة يسودها المحبة
والتعاون.