تصاعد
السجال بين تركيا وسوريا على خلفية إسقاط المقاتلة التركية الجمعة الفائت
قبالة السواحل السورية، إذ اعتبرت أنقرة بأن الحادث يشكّل (عملا عدوانيا
إلى أقصى درجة) متوعّدة بوقف تصدير الكهرباء إلى سوريا، وجاء هذا الموقف
التصعيدي ردّا على إعلان الخارجية السورية في وقت سابق الاثنين أن حادث
الطائرة التركية هو (انتهاك صريح للسيادة السورية)·
فقد صعّد رئيس
الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان لهجته اتجاه سوريا، وقال في تصريحاته أمس
الثلاثاء إن إدارة الأسد أصبحت تهدّد تركيا وأمنها، وإن (أيّ قوات سورية
تقترب من حدودنا سنتعامل معها كهدف عسكري)· وزعم أوردوغان مساعدته للشعب
السوري (على التخلّص من ديكتاتوره) وتقديم كافّة الدّعم اللاّزم لتحرير
الشعب السوري من الديكتاتورية، وأضاف أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي اتجاه
ما يحدث، وقال إن الإدارة السورية ظالمة ومستبدة، وإن بشار الأسد حاول
المراوغة ولم يفِ بوعوده في تطبيق خطّة عنان، وطالب كذلك الأحزاب السياسية
التركية بعدم التماس الأعذار لإدارة الأسد· وأكّد أردوغان أن تركيا ليست
عميلة لأحد في موقفها اتجاه الأزمة السورية، وقال: (تركيا بلد صديق لكن
غضبها شديد وليست دولة عدوانية مع دول الجوار)، مؤكّدا تعزيز العلاقات مع
باقي دول المنطقة ونافيا أن يكون لها أيّ مطامع فيها، وتحدّث عن مروحيات
سورية اخترقت الأجواء التركية 5 مرّات ولم يردّوا عليها، وأضاف أن طائرة
استطلاع تركية استهدفتها سوريا أمس وأسقطت دون أن تتلقّ تحذيرا من الجانب
السوري، مشيرا إلى وجود أدلّة على أن الطائرة التركية أسقطت خارج المجال
الجوّي السوري فوق المياة الدولية· ووصف أردوغان موقف المسؤولين السوريين
بعد إسقاط الطائرة التركية بالعدواني وأكّد أن تركيا تحتفظ بحقّها وفقا
للقانون الدولي على إسقاط طائرتها، وقال: (ماضون في اتصالاتنا مع جهات
دولية عدّة بشأن ردّنا)·
يذكر أن تركيا قدّمت شكوى لمجلس الأمن لإسقاط
سوريا إحدى مقاتلاتها في الوقت الذي يعقد فيه حلف شمال الأطلسي اجتماعا
اليوم دعت إليه أنقرة لبحث موضوع إسقاط سوريا طائرة مقاتلة تابعة لسلاح
الجو التركي· وقبيل هذا الاجتماع أعلنت الولايات المتّحدة على لسان
المتحدّث باسم البيت الأبيض جاي كارني أنها ستعمل مع أنقرة على محاسبة
سوريا على إسقاطها المقاتلة، والتي يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه كان
متعمّدا· وبينما تجنّب كارني الإجابة عن الأسئلة بخصوص ما يعتقد أنه الردّ
المناسب على الحادث الذي أدّى إلى اشتداد التوتّر بين أنقرة ودمشق قالت
المتحدّثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند في إفادة صحفية إن واشنطن
ستنصت لحليف طلب التشاور ثمّ تتحرّك بناءً على ذلك· ومن جهة أخرى، قال
بولنت أرينج، نائب رئيس الوزراء التركي، إن أنقرة ستحاول إقناع حلف شمال
الأطلسي بأن يعتبر قيام سوريا بإسقاط المقاتلة التركية هجوماً على الحلف
بأكمله، وأضاف أن أنقرة لا تسعى إلى إعلان الحرب على أيّ طرف كان، وهي لن
تتّخذ إجراءً يخرج عن الشرعية الدولية·