أظهر
استطلاع للرّأي أجراه موقع (أخبار اليوم) حول أبرز الأولويات التي تنتظر
البرلمان الجديد المنبثق عن انتخابات العاشر من ماي أن ما لا يقلّ عن 26
بالمائة من عدد المشاركين في الاستطلاع يرون أن أزمة البطالة ستكون أولى
المشاكل التي يتوجّب على نواب البرلمان مناقشتها والبحث عن حلول لها، خصوصا
وأنها بمثابة (قنبلة موقوتة) تهدّد استقرار البلاد كلّها، ومن جهة أخرى
أعرب بعض البرلمانيين عن استعدادهم للنّضال من مواقعهم لوضع حدّ لهذه
الأزمة التي تزداد تعقيدا مع مرور الزمن·
حاول استطلاع الرّأي الذي
أطلقه موقع (أخبار اليوم) مطلع شهر ماي الماضي تحديد أولويات البرلمان
الجديد، حيث عرض الاستبيان الذي انطلق منذ مطلع شهر ماي الماضي واستمرّ حتى
نهاية شهر جوان المنصرم 10 خيارات يمكن أن تكون إحداها أولوية المجلس
الشعبي الوطني المنبثق عن انتخابات العاشر من ماي· وقد سجّل موقع (أخبار
اليوم) مشاركة ما يقارب 900 شخص في الاستطلاع حدّد كلّ منهم الأزمة التي
رأى أنها ستكون أولوية البرلمان الجديد· حيث رأى 26 بالمائة من العدد
الإجمالي للمشاركين أيّ ما يعادل 223 صوت أن أزمة البطالة ستكون أولوية
النواب الجدد، بينما فضّل 17 بالمائة من المشاركين أي ما يساوي 146 صوت أن
تكون قضية تعديل الدستور هي الأولوية، في حين رأى 15.6 بالمائة وهو ما
يعادل 134 صوت أن أولوية البرلمان ستكون أزمة السكن· كما عرض الاستبيان
عناصر أخرى كارتفاع الأسعار ووضع المنظومة التربوية وحالة الاستثمارات، إلى
جانب واقع بعض القطاعات كقطاع الصحّة وقطاع الرياضة والفلاحة والصناعة·
وفي إطار رصدها لآراء النواب أجرت (أخبار اليوم) اتّصالات ببعض أعضاء
المجلس الشعبي الوطني الذين أبدوا استعدادهم للنّضال في إطار البرلمان من
أجل تحقيق الوعود التي قطعوها خلال حملاتهم الانتخابية، موضّحين أن الأزمات
الاجتماعية التي يعيشها الشباب الجزائري كالبطالة والسكن تعدّ من أولويات
الكتل البرلمانية خلال العهدة التشريعية السابعة·
أولويات الأفلان انشغالات المواطن
أكّد
محمد سيدي موسى النّائب في المجلس الشعب الوطني عن حزب جبهة التحرير
الوطني في اتّصال لنا معه أن الحزب يركّز في برنامجه على انشغالات المواطن
التي يضعها من بين الأولويات التي يجب على نواب البرلمان النّضال من أجل
تلبيتها والاستجابة إليها، كالقضاء على البطالة من خلال المشاريع التنموية
التي بإمكانها استحداث مناصب الشغل·
وأضاف سيدي موسى في ذات السياق أن
النّائب في البرلمان لا يستطيع العمل منفردا، موضّحا أنه ينتمي إلى برنامج
حزب لابد من احترامه والسعي إلى تجسيده· وفي هذا الصدد أكّد البرلماني عن
جبهة التحرير الوطني أن الحزب سطّر من خلال برنامجه مشاريع للقضاء على
البطالة وتوفير مناصب الشغل للشباب الجزائري، وأضاف محمد سيدي موسى أنه
قدّم شخصيا وعودا للمواطنين خلال الحملة الانتخابية بالعمل على التخلّص من
أزمة البطالة وأزمة السكن، وأوضح أنه سيسعى من خلال العمل البرلماني
والنّضال ضمن الكتلة البرلمانية للحزب إلى تحقيق وعوده، مشيرا إلى أنه في
حال ضمّت الحكومة الجديدة أغلبية لحزب جبهة التحرير الوطني سيطبّق برنامج
الحزب الذي ينصّ أساسا على مشاريع تسعى إلى القضاء على أزمتي البطالة
والسكن، على حدّ قوله·
من جهته، أكّد جلوط أحمد النّائب في البرلمان عن
حزب جبهة التحرير الوطني في حديث له لـ (أخبار اليوم) أن أزمة البطالة تعدّ
الشغل الشاغل للمنتخبين، مضيفا أن برنامج الحزب يركّز على هذه الأزمة من
خلال الاهتمام بتكوين الشباب الجزائري، سواء في الجامعات أو في المدارس
وحتى بالنّسبة للتكوين المهني زيادة عن الاهتمام بالتشغيل ما بعد مرحلة
التكوين، والذي يعدّ -حسب محدّثنا- أولى أولويات الحزب، حيث تسعى جبهة
التحرير الوطني من خلال برنامجها الذي قد يطبّق في حال حيازتها على أغلبية
الحقائب الوزارية· كما أشار أحمد جلوط إلى بعض المشاريع التي سيتمّ عرضها
خلال العهدة التشريعية لحلّ بعض الأزمات التي يعيشها المجتمع الجزائري
كمشكل السكن، حيث كشف محدّثنا أن الحزب سيعرض مع انطلاق جلسات النّقاش بعض
الحلول كالتنمية الريفية التي ستساهم في حلّ أزمة السكن وتحقيق التنمية
الفلاحية في نفس الوقت· أمّا عن تعديل الدستور فقد رأى النّائب عن حزب جبهة
التحرير الوطني أن الأمر ما يزال مبكّرا للحديث عنه، موضّحا أن الموضوع
مطروح أمام الحكومة التي ستعرض التعديلات على البرلمان للمصادقة عليه· وفي
سياق آخر، ثمّن جلوط جهود الدولة الجزائرية في مجال التنمية والاستثمار من
خلال التسهيلات الجديدة التي منحتها للمستثمرين·
البطالة أولى اهتمامات حزب العمّال
من
جهته، أعرب سليم سيدي موسى النّائب في البرلمان عن حزب العمّال عن يأسه من
الممارسة السياسية ضمن المجلس الشعبي الوطني المنبثق عن انتخابات العاشر
من ماي، واصفا إيّاه بالبرلمان الهشّ والمزور·
وأضاف سيدي موسى أن
الكتلة البرلمانية لحزب العمّال ستقف بالمرصاد من موقعها كمعارضة من أجل
الدفاع عن حقوق الشباب والعمل لفائدتهم، مشيرا إلى أن الحزب يقع في صدارة
الأحزاب التي أتاحت الفرصة للشباب للترشّح في الانتخابات ونيل مقاعد في
البرلمان الجديد، حيث ينتمي أصغر البرلمانيين سنّا إلى حزب العمّال· وأكّد
سليم سيدي موسى في ذات السياق أن نشاط الحزب سيكون ضمن اللّجان البرلمانية
وخلال جلسات المجلس الشعبي الوطني، موضّحا أن نضاله سيكون لفائدة الشباب
الذي يعتبر محور مشاريع الحزب ونشاطه· وعن المشاريع التي من المنتظر أن
يعرضها الحزب خلال دورات المجلس فقد رأى البرلماني أنه لا جدوى من عرض
مشاريع في ظلّ وجود أغلبية ساحقة لحزب جبهة التحرير الوطني الذي سيعرقل
-حسب سيدي موسى- أيّ مشروع يتقدّم به حزب العمّال، مستدلاّ على ذلك ببعض
المشاريع التي قدّمها الحزب في العهدة السابقة لكنها عرقلت رغم نجاحها،
منها الاقتراح الذي تقدّم به الحزب من أجل استغلال الإنتاج المحلّي عوض
الاستيراد، ومشروع الزيادة في الأجور الذي تضمّن زيادة 6000 دينار للعمّال
لكنه عرقل أيضا -على حدّ تعبيره-، محذّرا من حزب الأغلبية الذي قال إنه
يشكّل خطرا على الشباب الجزائري·
غير أن الكتلة البرلمانية لحزب
العمّال ستواصل -حسب سيدي موسى- نضالها من خلال عرض بعض المشاريع التي
ستتمّ مناقشتها ضمن الحزب في الفترة القادمة، ومن بين الأزمات التي ستكون
محورا للنّقاش أزمة السكن التي ستقترح فيها الكتلة البرلمانية حلاّ يتمثّل
في حفاظ الدولة على ملكيتها للسكن وتأجيره بمبالغ رمزية عوض بيعه، إلى جانب
بعض العديد من المشاريع الأخرى التي سيتمّ الكشف عنها خلال دورات المجلس
الشعبي الوطني بعد العطلة التي ستنطلق ابتداء من اليوم· وللإشارة، فقد تمّ
تنصيب البرلمان الجديد بتاريخ 26 ماي الفارط في جلسة علنية تمّ تخصيصها
لتنصيب النواب الجدد، كما تمّ انتخاب العربي ولد خليفة رئيسا للمجلس الشعبي
الوطني، وإلى جانب ذلك تمّ تنصيب الهياكل البرلمانية واللّجان الدائمة
بتاريخ 24 جوان المنصرم، ومن المنتظر أن يختتم البرلمان دورته الربيعية
اليوم الاثنين ليدخل النواب في عطلة يتمّ بعدها استئناف الأشغال·
آسية مجوري