مصر تتقدم بخطوات واسعة لاستعادة دورها الريادي

بيروت _أ ش أ

أشارت صحيفة "السفير" اللبنانية إلى أن مصر وحدها من بين
الدول العربية تتقدم بخطوات واسعة على طريق العودة إلى ذاتها، وإلى دورها
المفتقد، والذي لا يعوضها فيه أية دولة عربية أخرى.

وقالت الصحيفة- في افتتاحيتها الاثنين 1 يوليو - "ولو لم تكن
مؤسسة الدولة عريقة في مصر وثابتة في الضمير الجمعي وفى السلوك الفردي في
الاحتياج وفى السعي إلى المستقبل الأفضل، لكانت الانتفاضة الشعبية قد
إطاحتها لتغرق البلاد في فوضى مدمرة، كما حصل في ليبيا، وكما يحصل في
سوريا، وكما كاد يحصل في اليمن، وما زال خطر حصوله قائما في العراق".

وقارنت بين الوضع في مصر وباقي الدول العربية، وذكرت لقد دمر
الطغيان "الأوطان" ودولها.. وقالت "فيما يخص العراق، فإن الاحتلال الأمريكي
قد نجح في إلغاء الدولة بتوزيع أشلائها على الطوائف، أو على الجوار، حيث
صارت الميلشيات دولا عظمى تشارك في تقرير مصير الشعوب العريقة التي أعطت
المنطقة هويتها".

وأضافت:أما في ليبيا، فقد كان "قائدها الأبدي" وتلامذته من
الأقارب والأصهار ينظرون إلى "الدولة" على أنها بدعة غربية، وهكذا لم يجد
الحلف الأطلسي الذى حررها من الطغيان ضرورة لوجود "الدولة" فترك القبائل
تتناهب السلطة وتصطرع على النفوذ وتقاسم "الولايات" تارة باسم النسب الشريف
وطورا باسم القوة الحاكمة. وأساس الانقسام المفتوح على المجهول "النفط"،
وهو الذى جاء "بالدول" وليست سلامة الشعب الليبي أو إعادة بناء دولته.

ونوهت "السفير" بثورة مصر التي أكدت أنها وحدها تكاد تنجز
التغيير العظيم من دون أن تدمر "الدولة"، وحتى عندما اصطدم "الميدان" بنظام
الطغيان فإن شباب الثورة تصرفوا بالحرص الكامل على "دولتهم"، واستنقذوا
التغيير بالديمقراطية، وبالتأكيد فإن صورة الرئيس المصري الجديد وهو يقف
أمام قضاة المحكمة الدستورية العليا ليقسم يمين الولاء للنظام الجمهوري
وللدستور ويتعهد بحماية المؤسسات الدستورية التي مكنته من الفوز، تقدم
نموذجا فذا لرسوخ الدولة، التي تبقى فوق الانقسامات السياسية، ضامنة
المساواة بين المواطنين، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والحزبية.

وأكدت أن الشعب المصري أثبت أن الفقر قد يأخذه إلى مطالبة
الدولة بالعدالة، ولكنه لا يأخذه خارجها، وأن الدستور والقانون هو المرجعية
التي لا يمكن تجاوزها.. وما تبقى من مطالب حول العلمانية والمؤسسات
الديمقراطية وصيغة الدولة الجديدة المؤهلة والقادرة على تحقيق تطلعات
شعبها، كل ذلك أهداف سيجرى العمل لتحقيقها تحت رقابة "الميدان".

واختتمت بالقول "إن الدولة هي الأساس، ولا ديمقراطية ولا عدالة
ولا حرية في غياب الدولة، بغض النظر عن هوية رئيسها الذى مر أمام سلفه
الطاغية السجين في مستشفى المعادى في الذهاب والإياب، وفى ذلك عبرة لمن
يعتبر".