طير عيسى...
أنا طير عيسى …
أنا طير عيسى …
أنا الطير الذى صوره عيسى من الطين بيديه ثم نفخ فيه فكان طيرا بإذن الله …
و لكن لماذا صورنى عيسى ؟
و لماذا نفخ فى فكنت طيرا بإذن الله تعالى ؟
إن لذلك قصة طريفة ، تعالوا لنتعرفها ..
قبل أن يأتى عيسى إلى الدنيا .. قبل أن يولد ..
و قبل أن يبعثه الله إلى قومه برسالته ، كنت قطعة من الطين الأرضى فى حديقة قريبة من المسجد الأقصى ..
و كان الناس فى ذلك العصر يقدسون كل شئ مادى ..
كانوا يعبدون الذهب و الفضة و النقود
و لا يهتمون كثيرا بأى مظهر من مظاهر الحياة الروحية
ثم جاء عيسى عليه السلام إلى الوجود
و بعثه الله برسالته إلى قومه من اليهود ..
و بدأ كل شئ يتغير …..
جاء عيسى بدعوة تعلى من شأن الروح على الجسد ..
كانت دعوة عيسى هى
الشفافية و الطهر و النقاء و الروحانية
كنت انا طينا أرضيا جامدا لا حياة فيه و لا حركة
فشعرت بأن الروح تدب في
و الحركة تسرى فى حياتي
بمجرد أن لمستنى أقدام عيسى عليه السلام
و كثيرا ما كان عيسى عليه السلام يمر فوقى و هو فى طريقه لدعوة قومه إلى الإيمان بالله
و إلى ترك عبادة الذهب …
و ذات يوم كان عيسى يسير مع بعض أتباعه من تلاميذه
و كان معهم آخرون ممن جاءوا ليستمعوا إلى دعوته أو يشاهدوا معجزاته التى سمعوا عنها
من شفاء عيسى عليه السلام للأمراض ، و إحياء الموتى بإذن الله تعالى
و توقف عيسى فى الحديقة التى كنت أنا قطعة منها ..
و كانت الحديقة تمتلئ بأشجار الفواكه الناضجة و الزهور المتفتحة الناضرة ..
و بدأ عيسى عليه السلام يحدث قومه و أتباعه و مريديه عن جوهر رسالته السماوية
قال لهم عيسى : إن الروح أهم و أعلى من الجسد
و إن الجسد بلا روح لا قيمة له
لأنه يتحول إلى تراب
و استمع الحاضرون إلى حديثه باهتمام
لكن بدا عليهم أنهم لم يفهموا ما حدثهم عيسى عنه
و هنا قال لهم عيسى : سوف أوضح كلامى بمثال عملى ترونه الآن بأعينكم ..
بسط عيسى قبضته الشريفة و مال على الأرض ..
قبض قطعة من الطين .. و كنت أنا هذه القبضة من الطين التى تشرفت بملامسة يد عيسى عليه السلام ..
ثم راح عيسى يسوى الطين و يصنع منه نشيئا دمية من الطين على شكل طائر ..
و بعد أن اكتمل الطائر رفعه عيسى بين يديه و أراه للحاضرين قائلا :
هل ترون هذا الطائر من الطين ؟
قالوا : نعم
فقال لهم عيسى : هل ترون قيمة لهذا الطين بغير روح ؟
هل يستطيع هذا الطين أن يحلق فى الفضاء ؟
فقالوا : لا
قرب عيسى فمه منى أنا قطعة الطين التى صرت على شكل طائر ثم نفخ من روحه في
فصرت طيرا حيا بإذن الله تعالى و رحت أضرب الهواء بجناحى مرفرفا في سعادة …
تحولت بإذن الله على يدى عيسى بن مريم من طين لا روح فيه إلى طير تدب فيه الحياة ..
و شاهد الحاضرون المعجزة فاعترفوا لعيسى بأن الروح أهم من الجسد
و أن الجسد بلا روح لا قيمة له
و أطلقنى عيسى من يديه فرحت أضرب الهواء مرفرفا بجناحى و أرتفع إلى أعلى ..
و قد حكى القرآن الكريم هذا الموقف فى هذه الآية الكريمة بسورة المائدة :
”
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ
وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ
النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ
الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ
طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ
تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ
إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ
هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (1)