السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اتصف عثمان بن عفان بمزايا وخصال متعددة لكن أهم ميزتين كانتا تسيطران عليه
وتحددان شخصيته هما السماحة والحياء, فقد كان رضي الله عنه يستحي من الله
عز وجل الذي كان يرى آيات وجوده تلمع في وجدانه , ويستحي من رسوله الذي
كانت آيات صدقه تملأ الأنفس إيمانا ويقينا. وهاتان الصفتان لازمتاه منذ
بداية إسلامه, إذ بمجرد ما أن همس أبو بكر الصديق في أذنه بنبإ الدعوة
الجديدة حتى انفتح لها قلبه واستقبلها بإيمان وصدق. ولعل خيردليل على تشبته
بهاتين الصفتين قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( ما ضر عثمان ما صنع بعد
اليوم. اللهم ارض عن عثمان, فإني عنه راض!). وما روته عائشة رضي الله
عنها : ( أن أبا بكر استأذن يوما على رسول الله وكان الرسول مضطجعا وقد
انحسر جلبابه عن إحدى ساقيه, فأذن لأبي بكر فدخل, وأجرى مع الرسول حديثا ثم
انصرف.. وبعد قليل جاء عمر فاستأذن فأذن له, ومكث مع الرسول بعض الوقت ثم
مضى... وجاء بعدهما عثمان, فاستأذن وإذا الرسول يتهيأ لمقدمه فيجلس بعد أن
كان مضطجعا , ويسبل ساقه فوق ساقه المكشوفة, فيقضي عثمان معه بعض الوقت
وينصرف. فتسال عائشة الرسول عليه الصلاة والسلام قائلة: يا رسول الله , لم
أرك تهيأت لأبي بكر ولا لعمر كما تهيأت لعثمان؟ فيجيبها الرسول : إن عثمان
رجل حيي , ولو أذنت له وأنا مضطجع لاستحيا أن يدخل , ولرجع دون أن أقضي له
الحاجة التي جاء من أجلها . يا عائشة: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة
؟).
إنها لبالفعل خصلة رائعة لم تفارق صاحبها مطلقا وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يشيد بها دائما .