السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الامام حسين بن علي بن أبي طالب () (3 شعبان 4
هـ -
10 محرم 61 هـ/8 يناير 626
م - 10 أكتوبر 680 م) هو خامس اهل البيت في الترتيب وسيد شباب اهل الجنة،
كنيته أبو عبد الله، حفيد وسبط وريحانة رسول الإسلام (صلى الله عليه وآله
وسلم)
محمد بن عبد الله،
والإمام الثالث عند
الشيعة وخامس أصحاب الكساء. أبوه
علي بن أبي طالب () ابن عم رسول الإسلام رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأول الأئمة عند الشيعة، أمه:
فاطمة بنت النبي
محمد بن عبد الله.
وقد استشهاد الامام حسين () في
معركة كربلاء، يوم العاشر من
محرم سنة 61 هـجري الموافق 10 أكتوبر سنة 680 ميلادي. ويسمى
بعاشوراء، وهو الشهر الذي فيه يحيي ملايين الشيعة ذكرى مقتله الحسين وأصحابه.
ميلاده ونشأتهأكّد أغلب المؤرّخين أنّه (ع) ولد بالمدينة في الثالث من شعبان في السنة الرابعة من الهجرة
[1]وثمّة مؤرّخون أشاروا إلى أنّ ولادته كانت في السنة الثالثة
[2] ولد الأمام الحسين بن علي في الثالث من
شعبان في السنة الرابعة للهجرة
[3] في المدينة. روي أن الامام الحسين عندما ولد سر به جده محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وآله وسلم سروراً عظيماً وذهب إلى بيت سيدة نساء العالمين
فاطمة الزهراء وحمل الطفل ثم قال: ماذا سميتم ابني؟ قالوا : حرباً فسماه
حسيناً، وعمل عنه عقيقة بكبش وأمر السيدة فاطمة بأن تحلق رأسه وتتصدق بوزن
شعره
ذهب كما فعلت بأخيه
الامام الحسن بن علي بن أبي طالب.
وإن كانت هذه الرواية موضع نظر لوجود ما يخالفها، فقد ورد في بعض المصادر
أن الامام علي بن أبي طالب قال: لم أكن لأسبق محمد(صلى الله عليه وآله
وسلم) في تسميته، وقال محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) واني لا اسبق ربي
بتسميته فاوحي إليه حسين، وأسماء الامامان الحسن والحسين ابنا علي بن ابي
طالب على أسماء شبر وشبير أبناء النبي هارون وهو اخ النبي موسى والامام علي
أبا الحسن والحسين هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال
النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه
لا نبي بعدي.وقد قال محمد(صلى الله عليه وأله وسلم) علي مني وانا من علي.
وهو من سما الحسين وسمى أخاه
الحسن ولم يسبق لاحد ان سمى بهذا الاسم.
أدرك الحسين ست سنوات وسبعة أشهر وسبعة أيام من عصر النبوة حيث كان فيها
موضع الحب والحنان من جده النبي، فكان كثيراً ما يداعبه ويضمه ويقبله. امه
فاطمة الزهراء بنت النبي محمد.
فضله ومكانتهوعن أبي سعيد قال قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" قال
الترمذي: هذا
حديث حسن صحيح {1}، وقال أيضاً: "إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا" اخرجه
البخاري،
وقال: "حسين مني وأنا منه أحب الله من أحب حسينا، الحسن والحسين من
الأسباط"، قال: "من أحبهما -أي الحسن والحسين - فقد أحبني" وكان الرسول
يدخل في صلاته حتى إذا سجد جاء الحسين فركب ظهره وكان يطيل السجدة فيسأله
بعض أصحابه انك يا رسول الله سجدت سجدة بين ظهراني صلاتك أطلتها حتى ظننا
انه قد حدث أمر أو انه يوحى إليك فيقول النبي :"كل ذلك لم يكن ولكن ابني
ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته".
لم تتّفق كلمة المسلمين في شيء كاتّفاقهم على فضل أهل البيت وعلوّ
مقامهم العلمي والروحي، وانطوائهم على مجموعة الكمالات التي أراد الله
للإنسانية أن تتحلى بها.
ويعود هذا آلاتّفاق إلى جملة من الاُصول، منها تصريح الذكر الحكيم
بالموقع الخاص لأهل البيت من خلال التنصيص على تطهيرهم من الرجس، وأنّهم
القربى الذين تجب مودّتهم كأجر للرسالة التي أتحف الله بها الإنسانية
جمعاء، وأنّهم الأبرار الذين أخلصوا الطاعة لله وخافواعذاب الله وتجلببوا
بخشيته، فضمن لهمالجنّة والنجاة من عذابه.
والإمام الحسين ( ع) هو من أهل البيت المطهّرين من الرجس بلا ريب، بل هو
ابن رسول الله بنصّ آية المباهلة التي جاءت في حادثة المباهلة مع نصارى
نجران. وقد خلّد القرآن الكريم هذاالحدث بمداليله العميقة في قوله تعالى:
(فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم
ونساءنا ونساءكم وأنفسسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)
[4] وروى جمهور المحدّثين بطرق مستفيضة أنّهانزلت في أهل البيت، وهم: رسول
الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، كما صرّحوا على أنّ الأبناء هنا هما
الحسنان بلا ريب.
وتضمّنت هذه الحادثة تصريحاً من الرسول بأنّهم خير أهل الأرض وأكرمهم
على الله، ولهذا فهو يباهل بهم، واعترف أسقف نجران بذلك أيضاً قائلاً:
«أرى وجوهاً لو سأل الله بها أحد أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله
[5] وهكذا دلّت القصة كما دلّت الآية على عظيم منزلتهم وسموّ مكانتهم
وأفضليّتهم، وأنّهم أحبّ الخلق إلى الله ورسوله، وأنّهم لا يدانيهم في
فضلهم أحد من العالمين.
[6],والمسلمون يختلفوا قط في دخول عليّ والزهراء والحسنَيْن في ما تقصدهالآية المباركة
[7]لقد خصّ الرسول الأعظم حفيديه الحسن والحسين (عليهما السلام) بأوصاف تنبئ عن عظم منزلتهما لديه، فهما:
1 ـ ريحانتاه من الدنيا وريحانتاه من هذه الأمّة
[8]2 ـ وهما خير أهل الأرض
[9]3 ـ وهما سيّدا شباب أهل الجنّة
[10]4 ـ وهما إمامان قاما أو قعدا
[11]5 ـ وهما من العترة (أهل البيت) التي لاتفترق عن القرآن إلى يوم القيامة، ولنتضلّ اُمّة تمسّكت بهما
[12]6 ـ كما أنّهما من أهل البيت الذين يضمنون لراكبي سفينتهم النجاة من الغرق
[13]7 ـ وهما ممّن قال عنهم جدّهم: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف»
[14]8 ـ وقد استفاض الحديث عن مجموعة من أصحاب الرسول (صلّى الله عليه و اله
وسلم) أنّهم قدسمعوا مقالته فيما يخصّ الحسنين (ع): «اللهمّ إنّك تعلم أ
نّي اُحبُّهما و الحب من يحبهما {1} سنن الترمذي، كتاب المناقب عن رسول
الله، باب مناقب الحسن والحسين.
مكانة الإمام الحسين لدى معاصريه1 ـ قال عمر بن الخطاب للحسين (ع): فإنّما أنبت ما ترى في رؤوسناالله ثم أنتم
[15]2 ـ قال عثمان بن عفان في الحسن والحسين(ع) وعبدالله بن جعفر: فطمواالعلم فطماً وحازوا الخير والحكمة
[16]3 ـ قال أبو هريرة: دخل الحسين بن عليّ وهو معتم، فظننت أنّ النبيّ (صلی الله علیه واله وسلم)قد بعث
[17]وكان (ع) في جنازة فأعيا، وقعد في الطريق، فجعل أبو هريرة ينفض التراب
عن قدميه بطرف ثوبه، فقال له: يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا، فقال له: دعني،
فوالله لويعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم
[18]4 ـ أخذ عبد الله بن عباس بركاب الحسن والحسين (ع)، فعوتب في ذلك، وقيل
له: أنت أسنّ منهما! فقال: إنّ هذين ابنا رسول الله (صلّى الله عليه و اله
وسلم)،أفليس من سعادتي أن آخذ بركابهما
[19]؟
وقال له معاوية بعد استشهاد الحسن (ع): يا ابن عباس أصبحت سيّد قومك، فقال: أمّا ما أبقى الله أبا عبد الله الحسين فلا
[20]5 ـ قال أنس بن مالك ـ وكان قد رأى الحسين(ع) ـ: كان أشبههم
الإمام الحسين في عهد النبي محمدذكر عن النبي محمد انه قال: «الحسن والحسين ابناي من أحبّهما أحبّني،
ومن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه الله أدخله الجنّة، ومن أبغضهما أبغضني،
ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار»
[21] و سارع النبىّ يقطع خطبته ليلقف ابنه القادم نحوه متعثّراً فيرفعه معه على منبره
[22] كلّ ذلك ليدلّ على منزلته ودوره الخطير في مستقبل الاُمّة. ووصّى النبىّ
الإمام عليّاً برعاية سبطيه، وكان ذلك قبل موته بثلاثة أيام، فقد قال له
أبا الريحانتين، اُوصيك بريحانتيَّ من الدنيا، فعن قليل ينهدّ ركناك، والله
خليفتي عليك، فلمّا قبض النبي قال عليّ: هذا أحد ركني الذي قال لي رسول
الله (صلّى الله عليه وسلم)، فلمّا ماتت فاطمة قال عليّ: هذا الركن الثاني
الذي قال لي رسول الله
[23] کنیته وألقابهأمّا كنيته فهي: أبو عبد الله.
وأمّا ألقابه فهي: الرشيد، والوفي، والطيّب، والسيّد، والزكيّ،
والمبارك، والتابع لمرضاة الله، والدليل على ذات الله، والسبط. وأشهرها
رتبةً ما لقّبه به جدّه (صلّى الله عليه و اله وسلم) في قوله عنه وعن أخيه:
«أنّهما سيّدا شباب أهل الجنة».وكذلك السبط لقوله (صلّى الله عليه و اله
وسلم): «حسين سبط من الأسباط»
[24] وأیضاً:
- السبط (السبط الأصغر)
- سيد شباب أهل الجنة
- بضعة كبد سيد المرسلين
- الشهيد
- الزكي
- سيد الشهداء
- الرشيد
- الطيب
- الوصي
- التقي
- المجاهد
- العبد الصالح
- الوتر الموتور
- قتيل العبرات
- أسير الكربات
- أبو الأحرار
زوجاته
- ليلى أو برة بنت أبي عروة بن مسعود الثقفي: أم علي الأكبر الشهيد بكربلاء.
- شاه زنان بنت يزدجرد: أم الامام السجاد هي أميرة فارسية، واسمها يعني باللغة العربية "ملكة النساء"، وهي ابنة يزدجرد الثالث آخر ملوك الفرس.
- الرباب بنت أمرئ القيس بن عدي: أم سكينة وعلي الاصغر المشهور بعبدالله الرضيع الشهيد بكربلاء
- وامرأة من قبيلة بلي أم جعفر
أبناؤه
- الامام علي بن الحسين السجاد ويعرف أيضاً بزين العابدين، امه شاه زنان ابنة يزدجرد الثالث ابن كسرى الثاني ملك فارس
- علي الأكبر الشهيد بكربلاء امه ليلى الثقفية
- علي الأصغر وهو المشهور بعبد الله الشهيد امه الرباب من قبيلة كندة
إضافة احافده الاشراف
بناته
- سكينة بنت الرباب
- فاطمة
- زينب
- رقية
- خولة (مقامها ببعلبك)
وأعقب الحسين من ابن واحد وهو
زين العابدين وإبنتين، وفي
كشف الغمة قيل: «كان له ست بنين وثلاث بنات عليهم السلام علي الأكبر الشهيد معه في
كربلاء والامام علي بن الحسين زين العابدين (ع) وعلي الأصغر ومحمد وعبدالله
الشهيد معه وجعفر وزينب وسكينة وفاطمة عليهم السلام وقال الحافظ عبد
العزيز الجنابذي: ولد للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام ستة منهم
أربعة ذكور وإبنتان عليهم السلام.».
إباؤه للضيمأما إباؤه للضيم ومقاومته للظلم واستهانته القتل في سبيل الحق والعز فقد
ضربت به الأمثال وسارت به الركبان وملئت به المؤلفات وخطبت به الخطباء
ونظمته الشعراء وكان قدوة لكل أبي ومثالا يحتذيه كل ذي نفس عالية وهمة
سامية ومنوالا ينسج عليه أهل الإباء في كل عصر وزمان وطريقا يسلكه كل من
أبت نفسه الرضا بالدنية وتحمل الذل والخنوع للظلم، وقد أتى الحسين في ذلك
بما حير العقول وأذهل الألباب وأدهش النفوس وملأ القلوب وأعيا الأمم عن أن
يشاركه مشارك فيه وأعجز العالم أن يشابهه أحد في ذلك أو يضاهيه وأعجب به
أهل كل عصر وبقي ذكره خالدا ما بقي الدهر، أبى أن يبايع يزيد بن معاوية.
شجاعتهأما شجاعته فقد أنست شجاعة الشجعان وبطولة الأبطال وفروسية الفرسان من
مضى ومن سيأتي إلى يوم القيامة فكيف لا؟ وابوه حيدر الكرار وقالع باب خيبر،
فهو الذي دعا الناس إلى المبارزة فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل
مقتلة عظيمة، وهو الذي قال فيه بعض الرواة: والله ما رأيت مكثورا قط قد قتل
ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جاشا ولا أمضى جنانا, ولا أجرأ مقدما منه
والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله وتقدّم الامام الحسين نحو القوم مصلتاً
سيفه آيساً من الحياة ودعا الناس إلى البراز فلم يزل يقتل كل من برز إليه
حتى قتل جمعاً كثيراً ثم حمل على الميمنة وهو يقول: الموت أولی من ركوب
العار والعار أولی من دخول النار وحمل على الميسرة وهو يقول: انا الحسين بن
علي آليت أن لا أنثني أحمي عيالات أبي أمضي علی دين النبي وإن كانت الرجال
لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه وعن شماله انكشاف المعزى إذا
شد فيها الذئب، ولقد كان يحمل فيهم فينهزمون من بين يديه كأنهم الجراد
المنتشر، وهو الذي حين سقط عن فرسه إلى الأرض وقد أثخن بالجراح، قاتل راجلا
قتال الفارس الشجاع يتقي الرمية ويفترص العورة.و يشد على الشجعان وهو
يقول: أعلي تجتمعون، وهو الذي جبن الشجعان وأخافهم وهو بين الموت والحياة
وأعياه نزف الدم فجلس على الأرض ينوء برقبته فانتهى إليه في هذا الحال مالك
بن النسر فشتمه ثم ضربه بالسيف على رأسه وكان عليه برنس فامتلأ البُرنس
دماً فقال الحسين: لا أكلت بيمينك ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين ثم ألقى
البُرنس واعتم على القلنسوة حينها صاح عمر ابن سعد بن الوقاص بالناس :
انزلوا إليه وأريحوه فبدر إليه شمربن ذي الجوشن فرفسه برجله وجلس على صدره
وقبض على شيبته المقدّسة وضربه بالسيف اثنتي عشرة ضربة واحتز رأسه المقدس.
و في ذلك يقول السيد حيدر الحلي: عفيرا متى عاينته الكماة يختطف الرعب
ألوانها فما أجلت الحرب عن مثله قتيلا يجبن شجعانها و هو الذي صبر على طعن
الرماح وضرب السيوف ورمي السهام حتى صارت السهام في درعه كالشوك في جلد
القنفذ وحتى وجد في ثيابه مائة وعشرون رمية بسهم وفي جسده ثلاث وثلاثون
طعنة برمح وأربع وثلاثون ضربة بسيف.
[1] موقفه من أحداث وفتن الأمة الإسلامية موقفه من الفتنة في عهد أبيه الخليفة علي بن ابي طالبقاتل مع أبيه في
موقعة الجمل و
موقعة صفين لتوحيد صف المسلمين تحت راية الخليفة المبايع من قبل المسلمين الامام
علي بن ابي طالب .
موقفه من صلح أخيه الحسن مع معاوية بن أبي سفيانإنّ الحسين وافق على صلح أخيه ولم يعترض, وبعد وفاة الحسن استمر في عهد أخيه مع معاوية ولم يخرج إلا بعد استلام يزيد الحكم [25] موقفه من خلافة يزيد بن معاويةفاجأ
معاوية بن أبي سفيان الأمة الإسلامية بتعيين ابنه
يزيد بن معاوية للخلافة من بعده مخالفا الصلح الذي عقده مع الحسن بن علي، وبدأ في أخذ
البيعة له في حياته ترغيبا وترهيبا، في سائر الأقطار الإسلامية، ولم يعارضه
سوى أهل
الحجاز، وتركزت المعارضة في الحسين بن علي، و
عبد الله بن عمر، و
عبد الله بن الزبير [2] [3]. وضع الإمام الحسين نصب عينيه نصيحة أبيه
علي بن أبي طالب عندما أوصاه والإمام الحسن قبل وفاته قائلاً: «أوصيكما بتقوى الله ولا
تطلبا الدنيا وإن طلبتكما ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما افعلا الخير
وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً» توفي
معاوية بن أبي سفيان سنة
60 هـ،
وخلفه ابنه يزيد؛ فبعث يزيد إلى واليه بالمدينة لأخذ البيعة من الحسين
الذي رفض أن يبايع "يزيد" كما رفض- من قبل- تعيينه وليًا للعهد في خلافة
أبيه معاوية، وغادر من المدينة إلى مكة لحج بيت الله الحرام، فأرسل إليه
يزيد بأنّه سيقتله إن لم يبايع حتى ولو كان متعلّقا بأستار
الكعبة. فاضطر الامام الحسين لقطع حجّته وتحويلها إلى عمرة فقط وخرج ومعه أهل بيته وأكثر إخوته وأطفاله من
مكة قاصدا
الكوفة بعدما أرسل له الآلاف من أهلها الرسائل بأن أقدم فليس لنا والعادل وإنا بحاجة إلى
إمام نأتم به.
الإمام الحسين لم يقبل أن تتحول الخلافة الإسلامية إلى ارث وأبى أن يكون
على رأس الإسلام يزيد بن معاوية, فرفض أن يبايعه ولم يعترف به. وقد التقى
الوليد بالحسين وطلب منه البيعة ليزيد فرفض الحسين كما ذكر سابقا بينما ذهب
عبد الله بن الزبير إلى
مكة لاجئاً إلي بيت الله الحرام. وقد انتصر له من بعده ابو عبيدة الثقفي
المعروف بالمختار حيث قضى على الزمرة التي تسببت بسفك دمه ودم أصحابه
وعياله
الحسين في معركة كربلاء مقال تفصيلي :
معركة كربلاء الخروج إلى مكة والعزم على الذهاب إلى الكوفةحاول
يزيد بطريقة أو بأخرى إضفاء الشرعية على تنصيبه كخليفة فقام بإرسال رسالة إلى والي
المدينة يطلب فيها أخذ البيعة من الحسيــــن الذي كان من المعارضين لخلافة يزيد إلا أن الحسين رفض أن يبايع "يزيد" وغادر المدينة سرًا إلى
مكة واعتصم بها، منتظرًا ما تسفر عنه الأحداث.
وصلت أنباء رفض الحسين مبايعة يزيد واعتصامه في
مكة إلى
الكوفة التي كانت أحد معاقل الفتنة وبرزت تيارات في
الكوفة تؤمن أن الفرصة قد حانت لأن يتولى
الخلافة الامام الحسين بن علي حفيد رسول الله (ص). واتفقوا على أن يكتبوا للامام
الحسين يحثونه على القدوم إليهم، ليسلموا له الأمر، ويبايعوه بالخلافة. بعد
تلقيه العديد من الرسائل من أهل
الكوفة قرر الحسين أن يستطلع الأمر فقام بإرسال ابن عمه
مسلم بن عقيل ليكشف له حقيقة الأمر. عندما وصل مسلم إلى الكوفة شعر بجو من التأييد لفكرة خلافة الامام الحسين (ع) ومعارضة شديدة لخلافة
يزيد بن معاوية وحسب بعض المصادر الشيعية فإن 18,000 شخص (تخلو عنه بالمعركة) بايعوا
الحسين ليكون الخليفة وقام مسلم بإرسال رسالة إلى الحسين يعجل فيها قدومه.
حسب ما تذكر المصادر التاريخية، ان مجيء
آل البيت بزعامة الامام الحسين كان بدعوة من أهل الكوفة. قام أصحاب واقارب واتباع
الحسين بأسداء النصيحة له بعدم الذهاب إلى ولاية الكوفة ومنهم
عبد الله بن عباس و
عبد الله بن عمر بن الخطاب و
عبد الله بن جعفر بن ابي طالب و
أبو سعيد الخدري و
عمرة بنت عبد الرحمن.
الأحوال في الكوفةلما وصلت هذة الأخبار إلى الخليفة الأموي الجديد الذي قام على الفور بعزل والي الكوفة
النعمان بن بشير بتهمة تساهله مع الاضطرابات التي تهدد
الدولة الأموية وقام الخليفة يزيد بتنصيب والي آخر كان أكثر حزما اسمه
عبيد الله بن زياد قام بتهديد رؤساء العشائر والقبائل في منطقة الكوفة بإعطائهم خيارين إما
بسحب دعمهم للحسين أو انتظار قدوم جيش الدولة الأموية ليبيدهم على بكرة
أبيهم. وكان تهديد الوالي الجديد فعالا فبدأ الناس يتفرّقون عن مبعوث
الحسين،
مسلم بن عقيل شيئا فشيئا لينتهى الأمر بقتله
[4] واختلفت المصادر في طريقة قتله فبعضها تحدث عن إلقائه من أعلى قصر الإمارة
وبعضها الآخر عن سحبه في الأسواق وأخرى عن ضرب عنقه، وقيل أنه صُلب، وبغض
النظر عن هذه الروايات فإن هناك إجماع على مقتله وعدم معرفة الحسين بمقتله
عند خروجه من
مكة إلى
الكوفة بناء على الرسالة القديمة التي استلمها قبل تغيير موازين القوة في الكوفة،
وقد علم بمقتل مسلم بن عقيل عندما كان في زرود في الطريق إلى العراق.
[5] في الطريق إلى الكوفةاستمر الحسين وقواته بالمسير إلى أن اعترضهم الجيش الأموي في صحراء كانت تسمى
الطف واتجه نحو الحسين جيش قوامه 30000 مقاتل يقوده
عمر بن سعد الذي كان ابن
سعد بن أبي وقاص قائد معركة القادسية ووصل هذا الجيش الأموي بالقرب من خيام الحسين وأتباعه في يوم الخميس التاسع من شهر محرم. في اليوم التالي عبأ
عمر بن سعد رجاله وفرسانه فوضع على ميمنة الجيش
عمر بن الحجاج وعلى ميسرته
شمر بن ذي الجوشن وعلى الخيل
عروة بن قيس وكانت قوات الحسين تتألف من 32 فارسا و 40 راجلا وأعطى رايته أخاه
العباس بن علي وقبل أن تبدأ المعركة لجأ جيش ابن زياد إلى منع الماء عن الامام الحسين
وأهل بيته وصحبه، فلبثوا أياماً يعانون العطش في جو صحراوي شديد الحرارة.
مقتله مقال تفصيلي :
معركة كربلاءللشيعة بعد أن رأى الحسين تخاذل أهل
الكوفة وتخليهم عنه كما تخلوا من قبل عن مناصرة مسلم، وبلغ تخاذلهم أنهم أنكروا الكتب التي بعثوا بها إلى الحسين حين ذكرهم بها، فعرض على
عمر بن سعد ثلاثة حلول: إما أن يرجع إلى المكان الذي أقبل منه، وإما أن يذهب إلى ثغر من ثغور
الإسلام للجهاد فيه، وإما أن يأتي
يزيد بن معاوية في
دمشق فيطلب منه الحلين الأولين، فبعث
عمر بن سعد لابن زياد خطاباً بهذا إلا أن
شمر بن ذي الجوشن رفض وأصر على بن زياد أن يحضروه إلى الكوفة أو يقتلوه، فأرسل بن زياد لعمر بن سعد برفضه.
[26]ومع رفض الحسين للتسليم، بدأ رماة الجيش الأموي يمطرون الحسين وأصحابه
الذين لا يزيدون عن 70 رجلا بوابل من السهام وأصيب الكثير من أصحاب الحسين
ثم اشتد القتال ودارت رحى الحرب وغطى الغبار أرجاء الميدان واستمر القتال
ساعة من النهار ولما انجلت الغبرة كان هناك خمسين صريعا من أصحاب الحسين
واستمرت رحى الحرب تدور في ميدان
كربلاء وأصحاب الحسين يتساقطون ويستشهدون الواحد تلو الآخر واستمر الهجوم والزحف
نحو من بقي مع الحسين وأحاطوا بهم من جهات متعددة وتم حرق جيش يزيد الخيام
فراح من بقي من أصحاب الحسين وأهل بيته ينازلون جيش
عمر بن سعد ويتساقطون الواحد تلو الآخر: ولده
علي الأكبر، أخوته، عبد الله، عثمان، جعفر، محمد، أبناء أخيه
الحسن أبو بكر القاسم،
الحسن المثنى، ابن أخته زينب،
عون بن عبد الله بن
جعفر الطيار، آل عقيل:
عبد الله بن مسلم،
عبد الرحمن بن عقيل،
جعفر بن عقيل،
محمد بن مسلم بن عقيل،
عبد الله بن عقيل..
بدأت اللحظات الأخيرة من المعركة عندما ركب الامام الحسين جواده يتقدمه أخوه
العباس بن علي بن أبي طالب حامل اللواء، ولكن العباس وقع شهيداً ولم يبقى في الميدان سوى الامام
الحسين الذي أصيب بسهم مثلث ذو ثلاث شعب فاستقر السهم في قلبه، وراحت ضربات
الرماح والسيوف تمطر جسد الامام الحسين وحسب رواية فإن
شمر بن ذي جوشن قام بفصل رأس الحسين عن جسده باثنتي عشرة ضربة
بالسيف من القفى وكان ذلك في يوم
الجمعة من
عاشوراء في
المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة وله من العمر
56 سنة. ولم ينج من القتل إلا
علي بن الحسين(السجاد)و ذلك بسبب اشتداد مرضه وعدم قدرته على القتال، فحفظ نسل أبيه من بعده.
وكانت نتيجة المعركة ومقتل الحسين على هذا النحو مأساة مروعة أدمت قلوب
المسلمين وغير المسلمين وهزت مشاعرهم في كل أنحاء العالم، وحركت عواطفهم
نحو
آل البيت، وكانت سببًا في قيام ثورات عديدة ضد
الأمويين.
و قد استلهم عدد كبير من الغير المسلمين بثورة الامام الحسين ومنهم
الزعيم الهندي الراحل غاندي صاحب المقولة المشهورة (تعلمت من الحسين كيف
اكون مظلوما فانتصر).
رأس الحسينمسجد الإمام الحسين بالقاهرة حيث يظن البعض أن رأس الحسين هناك
هناك خلاف لدى أهل السنة والجماعة حول المكان الذي دفن فيه رأس الحسين ، فتوجد العديد من الآراء منها:
[27] [28]
- أن الرأس دفن مع الجسد في كربلاء وهو ما عليه جمهور الشيعة حيث الاعتقاد بأن الرأس عاد مع السيدة السيدة زينب إلى كربلاء بعد أربعين يوماً من مقتله أي يوم 20 صفر وهو يوم الأربعين الذي يجدد فيه الشيعة حزنهم.
- أن موضع الرأس بـالشام وهو على حسب بعض الروايات التي تذكر أن الأمويين ظلوا محتفظين بالرأس يتفاخرون به أمام الزائرين حتى أتى عمر بن عبد العزيز وقرر دفن الرأس وإكرامه، كما ذكر الذهبي في الحوادث من غير وجه أن الرأس قدم به على يزيد "[29]. وما زال المقام هناك إلى اليوم يزار.
- أن موضع الرأس بعسقلان وهذا الرأي امتداد للرأي الثاني حيث لو صح الثاني من الممكن أن يصح الثالث والرابع. تروي بعض الروايات ومن أهمها المقريزي أنه بعد دخول الصليبيين إلى دمشق
واشتداد الحملات الصليبية قرر الفاطميون أن يبعدوا رأس الحسين ويدفوننها
في مأمن من الصليبيين وخصوصا بعد تهديد بعض القادة الصليبيين بنبش القبر،
فحملوها إلى عسقلان ودفنت هناك.
- أن موضع الرأس بالقاهرة وهو أيضا امتداد للرأي السابق حيث يروي المقريزي أن الفاطميين قرروا حمل الرأس من عسقلان إلى القاهرة
وبنوا له مشهدا كبيرا وهو المشهد القائم الآن بحي الحسين بالقاهرة، وهناك
رواية محلية بين المصريين ليس لما مصدر معتمد سوى حكايات الناس وكتب
المتصوفة أن الرأس جاء مع زوجة الحسين عنهشاه زنان بنت يزدجرد الملقبة في مصر بأم الغلام التي فرت من كربلاء على فرس.[30]
- أن موضع الرأس بالبقيع بالمدينة وهو الرأي الثابت عند أهل السنة لرأي شيخ الإسلام بن تيمية حين سئل عن موضع رأس الحسين فأكد أن جميع المشاهد بالقاهرة وعسقلان والشام مكذوبة مستشهداً بروايات بعض رواة الحديث والمؤرخين مثل القرطبي والمناوي.
- أن موضع الرأس مجهول كما في رواية قال عنها الذهبي
أنها قوية الإسناد : "وقال أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: حدثني أبي، عن
أبيه قال: أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال: رأيت امرأة من أجمل النساء
وأعقلهن يقال لها ريا حاضنة يزيد بن معاوية، يقال: بلغت مائة سنة، قالت:
دخل رجل على يزيد، فقال: يا أمير المؤمنين أبشر فقد مكنك الله من الحسين،
فحين رآه خمر وجهه كأنه يشم منه رائحة، قال حمزة: فقلت لها: أقرع ثناياه
بقضيب؟ قالت: أي والله، ثم قال حمزة: وقد كان حدثني بعض أهلها أنه رأى رأس
الحسين مصلوباً بدمشق ثلاثة أيام، وحدثتني ريا أن الرأس مكث في خزائن
السلاح حتى ولي سليمان الخلافة، فبعث إليه فجيء به وقد بقي عظماً أبيض،
فجعله في سفط وكفنه ودفنه في مقابر المسلمين، فلما دخلت المسودة سألوا عن
موضع الرأس فنبشوه وأخذوه، فالله أعلم ما صنع به."[29] وهي رواية ضعيفة جدا ومتضاربة مع اعتقاد المسلمين بأن جسد الشهيد لا يبلى.
احادیث فی مقتل الحسین من مصادر اهل السنة والجماعهبعض من الأحاديث الصحیحة والقوية الإسناد فی مقتل الحسین بن علی من مصادر المسلمین السنّه:
[31]
- كان رسول الله جالسا ذات يوم في بيتي قال لا يدخل علي أحد فانتظرت فدخل
الحسين فسمعت نشيج رسول الله يبكي فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي يمسح
جبينه وهو يبكي فقلت والله ما علمت حين دخل فقال إن جبريل كان معنا في
البيت قال أفتحبه قلت أما في الدنيا فنعم قال إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال
لها كربلاء فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي فلما أحيط بحسين حين قتل
قال ما اسم هذه الأرض قالوا كربلاء فقال صدق الله ورسوله كرب وبلاء وفي
رواية صدق رسول الله أرض كرب وبلاء[32]
- عن أم حكيم قالت: قتل الحسين فمكثت السماء أياما مثل العلقة[33]
- عن سلمی:قالت دخلت على أم سلمة وهي تبكي قلت ما يبكيك قالت رأيت رسول
الله تعني في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت ما لك يا رسول الله قال
شهدت قتل الحسين آنفا[34]
- أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي ، فجعل في طست، فجعل ينكث،
وقال في حسنه شيئا، فقال أنس : كان أشبههم برسول الله ، وكان مخصوبا
بالوسمة[35]
- عن ابن عباس قال رأيت رسول الله [ يعني في المنام ] نصف النهار أشعث
أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه ويتتبعه فيها قال قلت يا رسول الله ما هذا ؟
قال : دم الحسين وأصحابه لم أزل أتبعه منذ اليوم[36]
- عن أم سلمة أنها سمعت الجن تنوح على الحسين بن علي[37]
- كان جسد الحسين شبه جسد رسول الله [38]
[list]
[*]كان رسول الله جالسا ذات يوم في بيتي قال لا يدخل علي أحد فانتظرت فدخل
الحسين فسمعت نشيج رسول الله يبكي فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي يمسح
جبينه وهو يبكي فقلت والله ما علمت حين دخل فقال إن جبريل كان معنا في
البيت قال أفتحبه قلت أما في الدنيا فنعم قال إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال
لها كربلاء فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي فلما أحيط بحسين حين قتل
قال ما اسم هذه الأرض قالوا كربلاء فقال صدق الله ورسوله كرب وبلاء وفي
رواية صدق رسول الله أرض كرب وبلاء[sup][url=http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%